سورة الليل - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الليل)


        


{واليل إِذَا يغشى} أي يغشى الشمس أو النهار أو كل ما يواريه بظلامه.
{والنهار إِذَا تجلى} ظهر بزوال ظلمة الليل، أو تبين بطلوع الشمس.
{وَمَا خَلَقَ الذكر والأنثى} والقادر الذي خلق صنفي الذكر والأنثى من كل نوع له توالد، أو آدم وحواء وقيل: {مَا} مصدرية.
{إِنَّ سَعْيَكُمْ لشتى} إن مساعيكم لأشتات مختلفة جمع شتيت.
{فَأَمَّا مَنْ أعطى واتقى وَصَدَّقَ بالحسنى} تفصيل مبين لتشتت المساعي. والمعنى من أعطى الطاعة واتقى المعصية وصدق بالكلمة الحسنى وهي ما دلت على حق ككلمة التوحيد.
{فَسَنُيَسّرُهُ لليسرى} فسنهيئه للخلة التي تؤدي إلى يسر وراحة كدخول الجنة، من يسر الفرس إذا هيأه للركوب بالسرج واللجام.
{وَأَمَّا مَن بَخِلَ} بما أمر به. {واستغنى} بشهوات الدنيا عن نعيم العقبى.
{وَكَذَّبَ بالحسنى} وبإنكار مدلولها.
{فَسَنُيَسّرُهُ للعسرى} للخلة المؤدية إلى العسر والشدة كدخول النار.
{وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ} نفي أو استفهام إنكار. {إِذَا تردى} هلك تفعل من الردى، أو تردى في حفرة القبر أو قعر جهنم.
{إِنَّ عَلَيْنَا للهدى} للإرشاد إلى الحق بموجب قضائنا أو بمقتضى حكمتنا، أو {إِنَّ عَلَيْنَا} طريقة الهدى كقوله سبحانه وتعالى: {وَعَلَى الله قَصْدُ السبيل}


{وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأولى} فنعطي في الدارين ما نشاء لمن نشاء، أو ثواب الهداية للمهتدين، أو فلا يضرنا ترككم الاهتداء.
{فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تلظى} تتلهب.
{لاَ يصلاها} لا يلزمها مقاسياً شدتها. {إِلاَّ الأشقى} إلا الكافر فإن الفاسق وإن دخلها لا يلزمها ولذلك سماه أشقى ووصفه بقوله: {الذى كَذَّبَ وتولى} أي كذب الحق وأعرض عن الطاعة.
{وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى الذى} اتقى الشرك والمعاصي فإنه لا يدخلها فضلاً عن أن يدخلها ويصلاها، ومفهوم ذلك أن من اتقى الشرك دون المعصية لا يجنبها ولا يلزم ذلك صليها فلا يخالف الحصر السابق. {يُؤْتِي مَالَهُ} يصرفه في مصارف الخير لقوله: {يتزكى} فإنه بدل من {يُؤْتَي} أو حال من فاعله.
{وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نّعْمَةٍ تجزى} فيقصد بإيتائه مجازاتها.
{إِلاَّ ابتغاء وَجْهِ رَبّهِ الأعلى} استثناء منقطع أو متصل عن محذوف مثل لا يؤتى إلا ابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة.
{وَلَسَوْفَ يرضى} وعد بالثواب الذي يرضيه. والآيات نزلت في أبي بكر رضي الله تعالى عنه حين اشترى بلالاً في جماعة تولاهم المشركون فأعتقهم، ولذلك قيل: المراد بالأشقى أبو جهل أو أمية بن خلف.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة والليل أعطاه الله سبحانه وتعالى حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر».